للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسأل الرشيد عن صانع لحنها فعرفه، فحلف أن لا يرضى عنه حتى يرضى إسحاق، فقام [إسحاق] وقال: قد رضيت عنه يا سيدي رضى صحيحا، وقبل الأرض لما كان من قوله، فرضي عنه وأحضره وأمره أن يترضى إسحاق ففعل.

قال ابن المكّي: كان إسحاق إذا غنى هذا الصوت، يأخذ بلحيته ويبكي: «١» [الطويل]

إذا المرء قاسى الدّهر وأبيضّ رأسه ... وثلّم تثليم الإناء جوانبه

فللموت خير من حياة خسيسة ... تباعده طورا وطورا تقاربه

قال أبو الفرج: كان إسحاق يأخذ عن الأصمعي، ويكثر الرواية عنه، ثم فسد ما بينهما، فهجاه إسحاق وثلبه، وكشف للرشيد معايبه، وأخبره بقلة شكره وبخله وضعف نفسه، وأن الصنيعة لا تزكو عنده، وأن أبا عبيدة أوثق منه وأصدق وأسمح بالعلم منه، فأنفذ إليه من أقدمه، وأبعد الأصمعي، فقال الأصمعي لإسحاق: «٢» [البسيط]

أإن تغنيت للشّرب الكرام: ألا ... رد الخليط جمال الحي فانفرقوا

وقيل أحسنت فاستدعاك ذاك إلى ... ما قلت ويحك لا يذهب بك الخرق

وقيل أنت حسان الناس كلهم ... وابن الحسان فقد قالوا وقد صدقوا

فما بهذا تقوم النادبات ولا ... يثنى عليك إذا ما ضمّك الخرق

قال إسحاق: جاء عطاء الملط «٣» بجماعة من أهل البصرة إلى قريب أبي

<<  <  ج: ص:  >  >>