يتقدم، فكان على ذلك وهي أشدّ ما كانت به ولوعا، وإليه نزوعا، تتشكى الظمأ، ولا ترى الماء إلا ممنوعا «١» ، ومضت عليها أيام لا تراه، فمشت على ميزاب مخاطرة في هواه، فلما وصلت إليه أنشدت من حرقتها عليه:«٢»[الكامل]
قد كان من كلّفته زمنا ... يا طل من وجد بكم يكفي
حتى أتيتك زائرا عجلا ... أمشي إلى حتفي على حتفي
وقالت في طل وصحفت اسمه:«٣»[الطويل]
أيا سروة البستان طال تشوقي ... فهل لي إلى ظل إليك سبيل
متى يلتقي من ليس يقضى خروجه ... وليس لمن يهوى إليه سبيل
وكانت لأم جعفر جارية يقال لها طغيان، فوشت بعلية إلى رشأ وقالت عنها ما لم تقل، فقالت علية فيها:«٤»[الطويل]
لطغيان خف مذ ثلاثين حجة ... جديد فلا يبلى ولا يتخرّق
وكيف بلى خف هو الدهر كله ... على قدميها في السماء معلق
فما خرقت خفا ولم تبل جوربا ... وأما سراويلاتها فتمزق