فقلت: كيف ترى شهوتها الساعة، فضحك من قولي، فقالت: أي شيء قلتم؟
فجحدتها، فقالت: جواري حرائر [ص ٢٢٧] لئن لم تخبراني بما قلتما لأنصرفن، ولئن قلتما لي لاحذرت من شيء جرى، ولو أنها تسفيل، فصدقتها فقالت: وأي شيء في هذا، أما الشهوة فبحالها، ولكن الآلة قد ضعفت، عودوا إلى ما كنتم فيه.
قال أبو عبد الله بن حمدون: زارت عريب محمد بن حامد، وجلسا جميعا فجعل يعاتبها ويقول: فعلت كذا وفعلت كذا، فقالت: يا عاجز، خذ فيما نحن فيه، واجعل سراويلي مخنقتي «١» ، والصق خلخالي بقرطي، فإذا كان غد فاكتب إلى بعتابك حتى أكتب اليك بعذري، فقد قال الشاعر:«٢»[الوافر]
دعي عد الذنوب إذا التقينا ... تعالي لا نعد ولا تعدي
قال: اصطبح المأمون وعنده ندمان، وفيهم محمد بن جامع وجماعة من المغنين، وعريب معه على مصلاه، فأومأ محمد بن حامد إليها بقبلة، فاندفعت تغني ابتداء:«٣»[الطويل]