في الحسن ما تنشره بهجتها، وكان لكل واحدة منهما عصبة من شعراء الوقت يتعصبون لها وهي لا تتقنع، ويعيبون لديها الأخرى وما فيهم إلا من يتصنع.
حكى أحمد بن أبي طاهر قال: كانت فضل تهاجي خنساء جارية هشام المكفوف، وكان أبو الشبل عاصم بن وهب البرجمي يعاون فضلا الشاعرة على خنساء ويهجوها [ص ٣٠٤] على لسانها، وكان الحفصي والصعيدي يعاونان خنساء، فقال أبو الشبل فيها على لسان فضل:«١»[السريع]
خنساء طيري بجناحين ... أصبحت معشوقة نذلين «٢»
من كان يهوى صاحبا واحدا ... فأنت رهن بهوى اثنين
هذا الصعيدي وهذا الفتى ال ... حفصي زاراك كقردين
وكنت من هذا وهذا كما ... ينعم خنزير بحشّين «٣»
فقالت خنساء:«٤»[لسريع]
ماذا مقال لك يا فضل بل ... مقال خنزيرين فردين
يكنى أبا الشّبل ولكنّه ... دعوه بالكلب بن كلبين «٥»