تعالي ترى روحا لديّ ضعيفة ... تردّد في جسم يعذّب بالي
لقد كنت أولى منك بالدمع مقلة ... ولكنّ دمعي في الشدائد غال
[ص ٣١٩]
والشعر لأبي فراس بن حمدان.
وحكي أنه كان يوما بين يديه في خاصة من ندمائه، إذ أقبل غلام كالبدر في سمائه، قد شد وسطه ببند «٣» قطع بين خصره وردفه، ومنع بين الواصف ووصفه، وطرفه قد سجى، وغرته تحت طرته صبح في دجى، وعذاره في خده قد شق في الورد بنفسجا، فجاء حتى وقف بإزائه، والوجد به قد أضرم الجوانح، وهاج الولع بالظباء السوانح، فلم يبق إلا من أنشد شعرا نظمه واستشهد به، وذكر حسن ذلك الغزال السانح من سربه [و]«٤» الخروف مطرق في فكر، يسبح في لججه «٥» وذكر، لما ينطق به لسان حججه، حتى صاغ لحنا، واندفع فيه يغني:[الكامل]
قسما بطرّته وحسن عذاره ... وبما حواه الخصر من زنّاره