للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإني لتعروني لذكراك هزة ... لها بين جلدي والعظام دبيب

وما هو إلا أن أراها فجاءة ... فأبهت حتى ما أكاد أجيب

وأصرف عن رأي الذي كنت أرتئي ... وأنسى الذي أعددت حين يغيب

ويظهر قلبي عذرها ويعينها ... علي فما لي في الفؤاد نصيب

وقد عدمت نفسي مكان شفائها ... قريبا وهل ما لا ينال قريب

لئن كان برد الماء أبيض صافيا ... إلي حبيبا إنها لحبيب

والشعر لعروة بن حزام العذري، والغناء فيه ثاني الرمل، فطرب الحكم ومال وقال: والله كأني لهذا كنت أحاول، وله أتطلب، ثم حكم لها على كل من تغنت، وأنجز لها ما تمنت.

من أصواتها هذا: «١» [الطويل]

وإني لمحزون عشية جئتها ... وكنت إذا ما جئتها لا أعرّج

فلما التقينا لجلجت في حديثها ... ومن آية الهجر الحديث الملجلج

[ص ٣٧٣] والشعر لأبي دهبل الجمجي، والغناء فيه في ثاني الرمل مزموم.

وحكي أن الحكم جلس في مجلس، وحكي أنها حضرت يوما لديه

وكان قد وجد لفراق جارية له كانت استأذنته في الخروج للتنزه في بعض القصور، وشعرت لما في نفسه، فغنت: «٢» [الطويل]

أحبابنا قد أنجز البين وعده ... وشيكا ولم ينجز لنا منكم وعد

<<  <  ج: ص:  >  >>