أنا ابن الذين استرضع المجد فيهم ... وسمي فيهم وهو كهل ويافع
مضوا وكأن المكرمات لديهم ... لكثرة ما وصّوا بهن شرائع
فأي يد في المجد مدت فلم تكن ... لها راحة في مجدهم وأصابع
هم استودعوا المعروف محفوظ مالنا ... فضاع وما ضاعت لدينا الصنائع
[ص ٣٧٧] فصنعت في ثقيل الرمل فلم تقع في نفسه بموقع فقالت:
سأصوغ له لحنا غير هذا، فقال: هيهات قد تكدّر عليّ صفوه، ولكن انظري شيئا تصنعين فيه سواه، فصنعت في قول أبي تمام:«٢»[الطويل]
جرى حاتم في حلبة منه لو جرى ... بها القطر قال الناس أيهما القطر
فتى ذخر الدنيا أناس ولم يزل ... لها باذلا فانظر لمن بقي الذخر
فمن شاء فليفخر بما كان من ندى ... فليس لحي غيرنا ذلك الفخر
جمعنا العلى بالجود بعد افتراقها ... إلينا كما الأيام يجمعها الشهر
فلما تغنّت به اهتز الحكم حتى كاد يخرج عن السرير، وقال لها: أحسنت والله وأجملت وزدت على ما في أمنية نفسي، وأمر لها بمائة دينار لكل بيت، فقامت بأربع مئة دينار.
وجمع الحكم يوما جواريه وأمرهن أن يغنين في شعر الفرزدق:«٣»[الوافر]
وقالوا إن عرضت فأغن عنا ... دموعا غير راقية السجام «٤»