أكفكف عبرة العينين مني ... وما بعد المدامع من لمام
فعملن فيه أصواتا أخذن ألحانها، وأقمن أوزانها، وكانت مهجة أوقعهن على ما في نفسه، فقال لها: اقترحي حكمك، فقالت: أن لا يغنين إلا من أصواتي، فأمرهن بذلك، وأمرها بأن تلقي عليهن حتى حفظن ذلك عنها ثم غنينه ذلك اليوم بأصواتها، فأجزل صلتها ووصل سائرهن.
وهذا الصوت من قصيدة هجا الفرزدق فيها جريرا، ومدح هشام بن عبد الملك، فمنها في هجاء جرير:«١»[الوافر]
وبيض كالدمى قد بت أسري ... بهن إلى الخلاء عن النيام
مشين إلي لم يطمثن قبلي ... وهن أصح من بيض النعام
وبتن لدي فيه مصرعات ... وبت أفض أغلاق الختام
[ص ٣٧٨]
كأن مغالق الرّمان فيه ... وجمر غضى قعدن عليه حام
ومنها في مدح هشام:«٢»
يقول بنيّ هل لك من رحيل ... لقوم منك غير ذوي سوام «٣»