المعدود، [ص ٤١٢] بتأت يعذر به من أحبّها، وملك قلبه حبّها، أهديت من ملوك الروم إلى الملك العادل، ودنت فأسكت نايها كل مجادل، وكانت حاذقة بالضرب بأنواع الملاهي، مغلبة للمباهي، إلى طيب مجالسة، وإمتاع مؤانسة، وابتداءات مبهتة، وأجوبة مسكتة، وكانت زينة القصر، وجليلة ذلك العصر.
ومن مشاهير أصواتها: [مجزوء الكامل]
أدر المدامة يا نديم ... واطرب فقد رق النسيم
واملأ كؤوسك واسقني ... صفراء صانعها حكيم
من كف أهيف كالقضيب ... كلامه العذب الرخيم
ومن العجائب طرفه ... لي مسقم وهو السقيم
رقت معاقد خصره ... وكأنه جسمي الأليم
دبت عقارب صدغه ... فلذاك عاشقه سليم
والشعر لابن محارب من قصيدة يمدح فيها الصاحب بن شكر، ومنها في المديح:
ومديح مولانا الوزير ... هو الصراط المستقيم
يروى براحته الصدى ... ويرى بطلعته النعيم
وله حديث مكارم ... تروى ومسندها قديم
في كفه القلم الذي ... وجه الزمان به وسيم
وخطابه الحق المبي ... ن وخطبه النبأ العظيم
قبل يديه مبادرا ... فبيمنه يشفى الكليم
وكذلك من أصواتها في شعر الباخرزي: «١» [المتقارب]
أروح وفي القلب منّي شجى ... [و] أغدو وفي القلب منّي شجن