للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبكي ولا طوق لي بالفراق ... إذا ذات طوق بكت في فنن

فللماء في مقلتي ما بدا ... وللنار من مهجتي ما كمن

[ص ٤١٣]

ومن لجفوني بشيء نسيت ... وأحسبه كان يدعى الوسن

وحكي أنها دخلت عليه بكرة يوم والصباح المقبل قد ركض جبينه في أحشاء الشجر، ونفض العنبر المغلف على أصداغ الطرر، والشمس قد همت بأن تحدر النقاب، ثم تمنعت وتطلعت من الألقاب «١» ، والفضاء قد أصبح فضيا، والروض قد أضحى سماويا أرضيا، والطير قد هتف للإعجاب، وبشر بتقشع الظلام المنجاب، والماء قد أرفضّ «٢» إذ تكشّفت السماء، ولم يبق بينه وبينها حجاب، فسرّ بزيارتها، وقدح زند فجره المشرق بأثارتها، واستدعى منها الغناء فغنت: [الخفيف]

مرحبا بالصباح لما وافى ... وانتضى في الدجى له أسيافا

رافعا في الظلام جنح دجاه ... عاجلا مثلما رفعت السجافا

مثل سيف الدين المليك المفدى ... عندما جاء شقق الأسدافا

كان كل الزمان بالظلم ليلا ... فمحاه واطلع الإنصافا

فأعجبه الشعر والغناء، وهما لها، ثم سألها حاجتها، فذكرت له أسيرا في يد الفرنج سئلت فيه الفداء فعجل به.

<<  <  ج: ص:  >  >>