للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا وجدا تضرم، وقلبا من يد البين المشتّ تظلّم «١» : [الوافر]

ليالي نحن في غفلات عين ... كأن الدهر عنا في وثاق

وما تنفس خادمه نفسا إلا وصله بذكره، ولا أجرى كلاما إلا قيده بشكره، ولا سار بقفر إلا شبهه برحيب صدره، ولا أطل على جبل إلا احتقره بعلي قدره، ولا مرّ بروضة إلا خالها تفتحت أزهارها عن كريم خلقه ونسيم عطره، ولا أوقد المصطلون نارا إلا ظنهم اقتبسوها من جمره، ولا نزل على نهر إلا كاثر دمعه ببحره «٢» : [الطويل]

سقى الله تلك الدار عودة أهلها ... فذلك أجرى من سحاب وقطره

«٣»

لئن جمع الدهر المشتت شمله ... فما بعدها ذنب يعد لدهره

فكيف ترى أشواقه بعد عامه ... إذا كان هذا شوقه بعد شهره

بعيد قريب منكم بضميره ... يراكم إذا مالم يزركم بفكره

ترحل عنكم جسمه دون قلبه ... وفارقكم في جهره دون سرّه

إذا ما خلت منكم مجالس وده ... فقد عمرت منكم مجالس شكره

فيا ليل لا تجلب عليه بظلمة ... وطلعة بدر الدين طلعة بدره

ونسأل الله تعالى أن يمن بقربه، ورحاب الآمال فسائح، وركاب الهموم طلائح، والزمن المناظر بالقرب مسامح، هنالك تطلق أعنة الآمال الحوابس، ويهتز مخضرا من الشعور عود يابس «٤» : [الطويل]

<<  <  ج: ص:  >  >>