وما أنا من أن يجمع الله شملنا ... بأحسن ما كنا عليه بآيس
وقد كان الواجب تقديم عتبه، على تأخير كتبه، ولكنه خاف أن يجني ذنبا عظيما، ويؤلم قلبا عليه كريما «١» : [الطويل]
ولست براض من خليل بنائل ... قليل ولا راض له بقليل
وحاشى خلاله من الإخلال بعهود الوفاء، ومن انحلال عقود الصفاء، وما عهدت عزمة الهوى في حلبة «٢» الشوق إلا من الضعفاء، وحاشية خلقه، إلا أرق من مدامع غرماء الجفاء «٣» : [الكامل]
من لم يبت والبين يصدع قلبه ... لم يدر كيف تقلقل الأحشاء
ومنه قوله في مثل ذلك «٤» : كتب مملوك المولى عن شوق قدح الدمع من الجفون شرارا، وأجرى من سيل الماء نارا، واستطال واستطار فما توارى أوارا، ووجد على تذكر الأيام التي ذهبت قصارا، والليالي التي طابت فكأنما خلقت جميعا أسحارا «٥» : [الطويل]
وبي غمرة للشوق من بعد غمرة ... أخوض بها ماء الجفون غمارا
وما هي إلا سكرة بعد سكرة ... إذا هي زالت لا تزول خمارا
رحلتم وصبري والشباب وموطني ... لقد رحلت أحبابنا تتبارى
ومن لم تصافح عينه نور شمسه ... فليس يرى حتى يراه نهارا