للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سقى الله أرض الغوطتين مدامعي ... وحسبك سحبا قد بعثت غزارا

وما خدعتني مصر عن طيب دارها ... ولا عوضتني بعد جاري جارا

أدار الصبا لا مثل ربعك مربع ... أرى غيرك الربع الأنيس قفارا

فما اعتضت أهلا بعد أهلك جيرة ... ولا خلت دار الملك بعدك دارا

وما ضرّ اليد الكريمة التي أياديها بيض في ظلمات الأيام، وأفعالها لا تقوم بمدحها إلا ألسنة الأسنة والأقلام، لو قامت للمودة بشرطها، وأمضت خط الأسى بخطها، وكتبت ولو شطر سطر ففرغت قلبا من الهم مشحونا، وأطلقت طرفا في فضاء الاقتضاء مسجونا، ونزهت ناظر المملوك في رياض مشهورة الحلى، وجلت غمومه بمكارم مأثورة العلى «١» : [الطويل]

وما كنت أرضى من علاك بذا الجفا ... ولكنه من غاب غاب نصيبه

ولو غيركم يرمي الفؤاد بسهمه ... لما كان ممن قد أصاب يصيبه

ولمملوكه مذ حطت بمصر أثقاله، وجهز الشام رحاله، وألقت النوى عصاها، وحلت الأوبة عراها، يكتب فلا يجاب، ويستكشف الهم بالجواب فلا ينجاب «٢» : [الكامل]

يا غائبا بلقائه وكتابه ... هل يرتجى من غيبتيك إياب

وما يصفي الله ورد الحياة من التكدير، ويحقق بلقائه أحسن التقدير وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ

«٣» «٤» : [الخفيف]

<<  <  ج: ص:  >  >>