للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزمان مضى فما عرف الأو ... ول إلا بما جناه الأخير

أين أيامنا بظلك والشم ... ل جميع والعيش غض نضير

وحوشي المولى أن يكون عونا على قلبه، وأن يرحل إثره الذي مذ سار سرّ به، وأن ينسيه بأغباب الكتب ساعات قربه، وأن يحوجه إلى إطلاق لسانه بما يصون السمع الكريم عنه من عتبه؛ الأخ فلان مخصوص بسلام كما تفتحت عن الورد كمائمه، وكما توضحت عن الفكر غمائمه: [الطويل]

إذا سار في ترب تعرّف [تر] بها ... برياه والتفت عليه لطائمه

وقد تبع الخلق الكريم في الإغباب والجفوة، وأعدت عزائمه قلبا فاستويا في الغلظة والقسوة «١» : [من مجزوء الكامل]

إن كنت أنت مفارقي ... من أين لي في الناس أسوه

وهب أن المولى اشتغل- لا زال شغله بمساره، وزمنه مقصور على أوطاره- فما الذي شغله عن خليله، وأغفله عن تدارك غليله؟ هذا وعلائقه قد تقطعت، وعوائقه قد ارتفعت، وروضة هواه قد صارت بعد الغضارة هشيما، وعهوده عادت بعد الغضاضة رميما «٢» : [الخفيف]

إن عهدا لو تعلمان ذميما ... أن تناما عن مقلتي أو تنيما

وما أولى المولى أن يواصل بكتبه عبده، ويجعل ذكره عقده، ولا يقصيه ويألف بعده، ويستبدل غيره بعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>