يشمّ دخان الموت من ليس دانيا ... إليه ويلقى الموت من عاجل السّمّ
يذوب به قلب الحديد مخافة ... ويفعل فعل النّار في موقد الفحم
تقنّع شبها بالكميّ وإنّه ... لأفتك منه إذ يطاعن أو يرمي
بمرهفة دلق يقصّر دونها ... مدى القاطع الهنديّ والرّمح والسهم
يساور أوهام اللّبيب أدّكاره ... ويقتله قبل الغوائل بالوهم
إذا ما ترقّى الطّود خلت بأنّه ... يجاوز كثبان السّحاب إلى النّجم
«١»
وذوحنق ما البرق إلّا شرارة ... لأنفاسه أورشق ألحاظه المصمي
ويحدث ما لا كان في شهب الدّجى ... خسوفا عقيب الشمس بالقمر التممّ
وأقسم لو ألقى على الصّمّ سمّه ... لأثّر ذاك السّمّ في شاهق الصّمّ
ثم نعود إلى تتمة كلام الأصفهاني، فمنه قوله: صدرت هذه البشرى ودماء الفرنج على الأرض وقيل لها: ابلعي، وعجاجها في السّماء وقيل: أقلعي، وفاض ماء النّصال، وغاض ماء الضّلال، وهي بشارة اشترك فيها أولياء النّعمة، ونبئهم أنّ الماء بينهم قسمة «٢» .
ومنه قوله:
ووجدناها قلعة أرضها في السماء، وتلعة في حوزها حواز الجوزاء، وعلى كلابها عواء العوّاء، ما تمرّ السّحب إلّا على سفوحها، ولا تسرق شياطين الكفر إلّا من سطوحها؛ إنا جعلنا نجوم النصال لها رجوما، وأدمنا لوبل الوبال عليها سجوما.