ما لي ولليل وظلمائه ... ومهمه يحار فيه الدليل
كأنني في لجة غارق ... يا قوم قولوا لي كيف السبيل؟
ومن شعره أيضا مما أنشدنيه شيخنا أبو الثناء الحلبي «١» ، قوله: [البسيط]
أفدى الذي زارني والخوف يقلقه ... يمشي ويكمن في العطفات والطرق
قبلت أطراف كفيه على ثقة ... بالأمن منه وخديه على فرق
فكان في أخريات السكر مضطربا ... إذا أراد انتظام اللفظ لم يطق
لله ما أحسن الصهباء منعمة ... علي إذ علمته طيبة الخلق
أهدت إليه سرورا نلت معظمه ... كالفعل ينصب مفعولين في نسق
وقوله: [الكامل]
أعدى البياض إلى مجاوره ... ما ذاك إلا أنه مرض
هلا تيسر للسواد كذا ... وكلاهما في حكمنا عرض
وقوله: [الكامل]
يا من يدلس بالخضاب مشيبه ... إن المدلس لا يزال مريبا
هب ياسمين الشعر عاد بنفسجا ... أيعود عرجون القوام قضيبا
وقوله على الجادة في تفضيل السيف على القلم: [الطويل]
وما تدرك الأقلام شأو مهند ... يضيء إذا ما قام بين الكواكب
وأنّى لها وهي التي في طروسها ... تخر على الأذقان سود الذوائب
وكم بين من يبكي إذا ما انتدبته ... لأمر وبين الضاحك المتلاعب