للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالله ضع قدميك فوق محاجري ... فلقد قنعت من الوصال بذاكا

وأطل معاتبتي فإن مسامعي ... تهوى حديثك مثل ما أهواكا

لا عانقتك من البرية كلها ... إلا يدي اليمنى وبند قباكا

كلا ولا رشفت رضابك بعدما ... قد ذقته إلا التي تهواكا

ومنه قوله في مليح جعل عارض الجيش، وخلع عليه خلعة خضراء «١» : [مخلع البسيط]

وأهيف كالقضيب قدا ... في خضر أثوابه يميد

قبلته باعتبار معنى ... لأنه عارض جديد

* واتفق له سرى ليلة برقها قد سرى، موهنا كوجيب الفؤاد، وموهما بأن طرفه لم يكتحل برقاد، كأنه فرس معار أشقر، أو نار تشب ضرمة وما خفي منه أكثر، والرباب دون السحاب كخليع من الفتيان يسحب مئزرا، وأمّ رؤوم على الأرض تدهن لمم الثرى، فقال: [الطويل]

أسري وومض البرق يخفق قلبه ... ويذكي له في الليل قدح زناد

ويوهمني أن ليس يكحل عينه ... رقاد، بلى قد كحلت برقاد

ودون الغوادي للرباب جلاجل ... تزور وهادا من عليّ نجاد

تزور بمبتل الحيا هامد الثرى ... وترشف ثغر النور ريق غواد

ثم لما أبهم عليه الأمر وأشكل، ولم ينخ راحلته فيعقلها ويتوكل، وقد سرى في ليل يخفي ظلامه قصد السبيل، ويملأ هوله صدر الذليل، ويفترس غوله خلب الغرير فكيف الدليل، تململ وتضجر، وقال لم يتصبر: [السريع]

<<  <  ج: ص:  >  >>