الرياض وافي مهورها، ويظهر ما في بطون الأرض من الكنوز إلى ظهورها، قام بنسج أبرادها، ورد أرواحها إلى أجسادها، فهي المقدمة تهيج، وتهتز وتنبت من كل زوج بهيج.
* وأما نظمه، فلم أقف له منه على قصيدة مطولة فأذكرها متما ولا مختارا، إلا بائية مختصرة ستأتي؛ ومن مقطعاته قوله:[الرمل]
لمع البرق فهاجت لوعة ... لفؤاد بالتجني متعب
فتخال الجو من لمعته ... حبشيا في رداء مذهب
وهذا معنى مطروق، يشبه الليل بالحبشي، ولكن حسنته هذه التتمة التي جاءبها، ولا شيء أحسن من ردائه المذهب هنا؛ وإن نظر قول المعري، حسب الليل زنجيا جريحا.
وله:[الكامل]
في روضة سلت بها أنهارها ... من كل ماضي الشفرتين مهند
قد صيغ فيها فضة بيد الضحى ... وأتى الأصيل فصاغه من عسجد
وله:[الطويل]
ولم يطلع البدر السماء لأنه ... رأى بيننا بدرا له يخجل البدر
تغنى وأسباب السرور تمده ... وفي لفظه درّ وألحاظه سحر