واستكتب، واستعتب لحظه الناقص فأعتب؛ وله الآن يقتنى بقية العبق في المشام، والشهب في آخر الظلام.
ومن نثره قوله:
ولم يكن إلا كلمح البارق الخاطف، أو شرف الطائر الخائف، حتى علونا جدارها، وتسورنا أسوارها، وهذه قيسارية «١» كان ريد أفرنس «٢» قد أحكم عمرانها فألحق بالسماء أرضها، وأبرم أسباب تحصينها إبراما منعه نقضها، وجعلناها أمام ما نقصده من الثغور الساحلية، لتعلم الفرنج المخذولين أن قصدنا بحصونهم أمام ما نقصده من الثغور الساحلية شامل، وعزمنا إليهم من كل جهة واصل، وأننا لا بد أن نغرق ببحر عساكرنا ما بأيديهم من الساحل، لتتفرق عزائمهم فلا ينصب إلى جهة واحدة، وتذهل خواطرهم، فتتوهم كل فرقة من الجيوش إليها قاصدة.
باستلانة جانبها، ورياضة مصاعبها، كل طويل الباع، رحب الذراع، مضطلع بأمر الحصر أي اطلاع، فقذفها بشهب نجومه، وواصلها بتوالي رجومه، حتى عرف منها موقعه، واستبان من أبراجها موضعه، وألان من شامخها جامحه وممتنعه، فلم يزل يقبل ثغرها حتى أثغر «٤» ، ويصادم ركبها حتى خرّ، وجاء