مذاقه بالإضافة إلى زلاله، وتحقق أن مقياس راحته هو الذي يستسعد به الأمم، وأن الأصابع من الأصابع الكريمة، والعمود القلم، وأن طالب ورد ذاك تعب، وطالب جود سيدنا مستريح، ويكفي واصف نواله له وهو غاية المديح.
* وأمّا ما لابن العطار من شعر فكتب أبو الفضل عبد الله بن عبد الظاهر إليه «١» : [البسيط]
لا تنكرن على الأقلام إن قصرت ... له مساع إذا أبصرتها وخطا
فعارض الطرس في خدّ الطّروس بدا ... من أبيض الرمل شيب فيه قد وخطا
فقال ابن العطار يجيبه «١» : [البسيط]
أقلام فضلك ما شابت ولا قصرت ... له مساع إذا أنصفتها وخطا
بل عارض الطرس لما شاب غيّره ... بعشبة قبل شيب فيه قد وخطا
ومنه قوله في رثاء الظاهر بيبرس البندقداري «٢» : [الكامل]
بكت القسي لفقده حتى انثنت ... ولها عليه من الرنين تحسر
ولحزنها بيض الصفاح قد انحنت ... وتبيت في أغمادها تتستر
أرخت ذوابله ذوائبها أسى ... ولرنكه وجه عليه أصفر
ولواؤه لبس الحداد فهل ترى ... كان الشعار لفقده يستشعر
ملك بكته أرائك وترائك ... وملائك وممالك لا تحصر
ولكم بكته حصنه وحصونه ... ونزيله ونزاله والعسكر
من للمالك بعده من كافل ... كم حاطها بالرأي منه مسور
قد حرك الثقلين هول مصابه ... فالظاهر المودي أو الإسكندر