للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الديار «١» ، ولولا ما يعلمه من التصدي لمهمات الإسلام، لما نابت في قصد لقائه الأقلام؛ والله تعالى يقدمه قدوم البدر بروج سعوده، ويديم في المعالي سموه إلى الغاية التي لا مزيد على غايتها في صعوده.

* ومن شعره قوله، [الطويل]

بكيت بدمع فاق دمع الغمائم ... وناحت لنوحي ساجعات الحمائم

على جيرة جار الزمان لفقدهم ... ومن بعدهم جاورت غير ملائم

مضت لي بهم أيام أنس حميدة ... نعمت بها دهرا كأحلام نائم

وإني بأرض الشام أشتاق أرضهم ... إذا لمع برق لاح منها لشائم

فلله أيام الصبا حيث لا نرى ... وقارا لنا إلا بخلع العمائم

ومنه قوله «٢» : [الطويل]

وكم سرحة لي في الربى زمن الصبا ... أشاهد مرأى حسنها متمليا

ويسكرني عرف الشذا من نسيمها ... فأقضي هوى من طيبه حتف أنفيا

وأسأل فيها مبسم الروض قبلة ... فيبرز من أكمامه لي أيديا

فلله روض زرته متنزها ... فأبدى لعيني حسن مرأى بلاريا

غدا الغصن فيه راقصا ونسيمه ... يكر على من زاره متعديا

ترجلت الأشجار والماء خر إذ ... نسيم الصبا أضحى [به] متمشيا

تغنت لديه الورق والغصن راقص ... فيعرق وجه الأرض من كثرة الحيا

وهذه أبيات لله من سمع مثلها! لو حصلت لابن خاقان لجعلها واسطة

<<  <  ج: ص:  >  >>