للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأريد تأريخ الحريق فخطه ال ... والي على أضلاعهم بعقيق

ولما أخذ سحت أموالهم، وصرف في إيجاد ما أعدموه بفعالهم، نظر في سوء منقلبهم ومآلهم، وتمام المقابلة على تجنيس أعماله، وورد المرسوم العشرين بتسميرهم على الجمال، وإظهار ما لهذه الملة القاهرة من العز والجمال، فقضى الله تعالى فيهم أمرهم، وجعلهم آية لأهل الصليب وعبرة، وأخرجوا وطباع الورى على عدم رحمتهم مجبولة، وقدموا في حلقة الناس، فخرج كل واحد منهم بجمل وست فحولة، وأقيموا رقباء للشمس كالحرباء، فليس لهم من دونها ستر منسبل، وتنوع الناس في شتمهم، فقال: أشبعتمونا شتما «١» ، ورحنا بالإبل: [الكامل]

انظر إليهم في الجذوع كأنهم ... قد فوقوا يرمون بالنشاب

أو عصبة عزموا الرحيل فنكسوا ... أعناقهم أسفا على الأحباب

وطيف بهم بياض يومين، ثم أنزلوا ليجعل كل سطل منهم دلوين، فجردوا من ثيابهم، وجمع شمل السرور بتمزيق إهابهم: [السريع]

ساقهم البغي إلى صرعة ... للحين لم تخطر على بالهم

كم أملوا المكروه في غيرهم ... فنالهم مكروه آمالهم

وسبق السيف فيهم العذل، وقال كل مسلم لمصرعهم: تركتني أصحب الدنيا بلا أمل؛ وبقيت أشلاؤهم طريحة الحفير، وألقوا في جهنم وبئس المصير.

* ومن شعره قوله: [البسيط]

أدعوك يا موجد الأشياء من عدم ... وصانع العالم العلوي والأرضي

<<  <  ج: ص:  >  >>