وافت عقيلته ولو بدأ امرؤ ... فيها استقل من البروج معاقلا
جاءت شبيه الخود في حلل لها ... حمر بتذهيب الخدود لها حلى
قد خضبت بدم الحسود أما ترى ... أثر السواد بها عليه دلائلا
حلل على سحبان تسحب ذيلها ... وتجر من طرف الذبول الفاضلا
خلت الهلال يلوح طلع نقابها ... حتى نضت فرأيت بدرا كاملا
بنت القريحة ما ونت في خدرها ... حسن المليحة أن تواصل عاجلا
جاءت تصوغ من العناق أساورا ... لا بل تخوض من السيول خلاخلا
قبلتها وأعدت تقبيلي لها ... إن المتيم لا يخاف العاذلا
وأتت وجيش النوء مرهوب السطا ... ملأ الوجود له قنا وقنابلا
والبرق مشبوب الضرام لأنه ... صاد الغزالة حيث مد حبائلا
وأتت ورأس الطود يشكو لمة ... قد عممت بالثلج شيبا شاملا
وكأنما نثرت قراضة فضة ... أيدي البروق وقد خرقن أناملا
ملأت به كل الفضاء فلا ترى ... إلا لجينا جامدا أو سائلا
والأفق كالكأس المفضض ملؤه ... صهباء قد عقدت حبابا جائلا
أبناء يوم قد تقهقر ضوؤه ... وبدا ذبالا في الأصائل ناحلا
والجو منخرق القميص كأنه ... حنق يقد من السحاب غلائلا
والسيل منحدر يسيل مهندا ... إفرنده ذهب يمد سلاسلا
لله أنت أبا الصفاء فإنني ... ألقى خليلا منك لي ومخاللا
أنت الذي حلقت صقرا أجدلا ... وصممت في برديك ليثا باسلا
يا من ينفق سوق كل فضيلة ... إسأر فما أبقيت بعدك فاضلا
«١» [فكتب هو الجواب] [الخفيف]