إلى الدواوين، وبشيء من الصّبر والخبرة في قراءة المخطوط العربي.
ومن الممكن تلخيص عملي في تحقيق هذا السفر بما يأتي:
١- تقديم قراءة سليمة لنصّ السّفر كما أراده صاحبه، والحفاظ على منهجه، وترتيبه فيه.
وقد استغرقت القراءة، والنسخ بعدها وقتا طويلا بسبب ضخامة هذا السفر، وترك الإعجام في بعض المواضع، والطمس في مواضع أخرى، وقد أشرت إلى ذلك في وصف المخطوطة.
٢- تقديم تراجم مختصرة للشعراء الذين توقّف عندهم العمري، وقد حرصت أن تكون تلك التراجم موجزة ومفيدة، تبيّن مكانة الشاعر، ومنزلته الشعرية مع إحالات إلى مصادر دراسته.
٣- توثيق ما ينقله العمري من المصادر المتقدّمة كيتيمة الدهر، ووفيات الأعيان وغيرها. وكم بدا العمري أمينا وهو ينقل عن السابقين وهو ممّا يحسب له بالإضافة إلى أياديه البيضاء الأخرى.
٤- تخريج الشعر والنثر، وهو عمود هذا العمل وأساسه، وخصوصا بعد ما رأيناه سابقا من التنويه إلى أنّ هذا السّفر أقرب إلى كتب الاختيارات الشعرية منه إلى كتب التراجم، ولذلك فقد حرصت على تخريج الشعر [كلّه] ذلك الذي ساقه المؤلف بعد مقدّماته النثرية، وهو كثير العدد، متباعد الجوانب، ثقيل المؤونة، ولذلك عمدت إلى دواوين الشعراء، وما جمع لهم من شعر فخرّجت منها. معتمدا على الطبقات المحقّقة تحقيقا علميا، ومن ليس له ديوان أو مجموع شعري فقد خرّجت شعره من المصادر المعتمدة، وبقي القليل من الشعر ذلك الذي أخلّت به الدواوين أو المجاميع، أو لم يرد في المصادر المعتمدة. وها هنا نقطة أرجأت الحديث عنها سابقا لأننّي رأيت أنّ موضعها المناسب مع الحديث عن تخريج الشعر.
وتتلخّص هذه النقطة في أنّ كثيرا من الشعر الذي يسوقه المصنّف في ثنايا التراجم