للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[جديد] ، بمعنى أنّ الدواوين، والمجاميع الشعرية لم تعرفه، فهو بهذا المعنى يضيف ثروة جديدة إلى تراث الشعراء، ويجعلنا نعيد النّظر في الجمهرة من الأحكام عليهم بعد توفّر هذه المادة الشعرية الجديدة، وقد بينّت هذا الموضوع بجلاء في مقدّمه تحقيقي كتاب [الدرّ الفريد وبيت القصيد] من أنّ من حسنات هذه الكتب [المتأخرة] أنّها حفظت زادا ثمينا أخلّت به الكتب السابقة، أو فقدت تلك الكتب التي حفظت هذه المادة، وجاء هذا الكتاب [المتأخر] أو ذاك فقدّمها لنا محافظا عليها، أمينا على محتواها، وهي نقطة جديرة بالتوقّف، خليقة بالاهتمام. ويقال الشيء نفسه عن القطع النثرية التي ساقها المصنّف للشعراء الذين كانت لهم مشاركات نثرية، فقد خرّجت هذه القطع من مجموعات رسائلهم، أو من المصادر المعتمدة. والكتاب بصورته النهائية يقدّم فائدتين جليلتين تتمثّل الأولى في الحفاظ على ما هو موجود، وتتجلّى الثانية في رفد القارئ الحديث بمادّة إبداعية جديدة لم يواجهها من قبل، وحسب العمري ما أدّاه في هاتين الفائدتين.

ويتقدّم المحقّق في نهاية هذه المقدمة بوافر شكره للمجمّع الثقافي في أبو ظبي لنهوضه بتحقيق ونشر هذا المشروع العلمي الضخم، وكم للمجمّع من أياد على الثقافة العربية الجادة الرصينة، قال تعالى: فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ

[الرعد، ١٦] صدق الله العظيم.

وأحسب أنّ ما يقوم به المجمّع الثقافي ماكث في الأرض بحوله تعالى، ينفع الناس وينشر بينهم المعرفة، فله التقدير المخلص، والثناء الرّطب.

د. وليد محمود خالص

جامعة السلطان قابوس

كلية الآداب والعلوم الاجتماعية

<<  <  ج: ص:  >  >>