قلت: وقد وفّاه ابن الصيرفي حقّه بغير حيف، ونقده الصيارفة فرآه خالصا من الزيف إلّا أنّه استجود من دنانيره ما هو المشوف المعلم، واختار من ذهبه المنقود المسلّم، وأحرى عليه المعاملة إلّا أنّها لا تجوز على من لا يفهم، وقدّر بها القيم إلّا أنّ كلّ دينار منها تحسب البدر منه بدرهم، هذا في قيمة التثمين قيمة ما حدّه الصير في بيعه للثمين.
ومن المختار له قوله:[السريع]
لا والذي لو ساء لم أعتذر ... في حبّه من حيث لم أذنب «١»
ما حدّدت ريح الصبا بعده ... لثامها عن نفس طيّب
ولا حلا البذل ولا المنع لي ... مذ هو لم يرض ولم يغضب
ومنه قوله:[الطويل]
تبسّم عن بيض صوادع في الدّجى ... رقاق ثناياها عذاب غروبها «٢»
إذا غادت المسواك كان تحيّة ... كأنّ الذي مسّ المساويك طيبها
وقوله:[السريع]
يا راكب الأخطار تهوي به ... انزل كفيت السّير يا راكب «٣»
مالك والراحة قد أمكنت ... تشقى بما أنت له طالب
وقوله:[الطويل]
يلوم على نجد ضنين بدمعه ... إذا فارق الأحباب جفتّ غروبه «٤»
وهل طائل في أن يكثّر عذله ... إذا قلّ من إصغاء سمعي نصيبه