للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجاءت قاسية محكمة الصيغة إلا أنّها كالجبال الراسية. وذكره السمعاني «١» وأثنى عليه، وحدّث ببعض مسموعاته، وأخذ طرفا في الأدب من تنوعاته.

وكان الحيص بيص يحمّق، ويفتح فاه ويتشدّق، ويتقعّر في كلامه ويتعمّق، وكثر عبث الناس به «٢» لغرابة أسلوبه، وغلاظة تركيبه، وكان ذا إعجاب يخيط ناظريه، وكبر يريه النجوم تحت مواطئ قدميه؛ لتيه يفرط به الإعظام، ويفرغ رأسه فيما يداس عليه بالأقدام وممّا نطلعه من شعره كواكب لا تأفل، وخمائل في البحر السحائب تكفل، قوله في صفة السحاب: [الكامل]

دان يكاد الوحش يكرع وسطه ... وتمسّه كفّ الوليد المرضع «٣»

وقوله: [السريع]

يزيد في عزّ الفتى ذلّه ... حينا وإن كان له آبيا»

كسابق قصّر عن غاية ... فكان بالسوط لها حاويا

٥٢٦/ومنه قوله: [البسيط]

الخرق يرهب لكنّ الأناة لها ... عند التأيّد أضعاف من الرّهب «٥»

لا يأمن الدّهر بأس الجمر لامسه ... وقد يروح سليما لامس اللهب

وقوله: [الكامل المرفل]

<<  <  ج: ص:  >  >>