للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يردّ جوابا، والفائز على سرير مرتفع تقع مرامي العيون دونه وتودّ أسرّة النجوم أن تكونه، وزعماء الجيش قد أخذت مجالسها في نواحيه، ومنعتها المهابة أن تتخيل أنها فيه، فأنشد قصيدة مر بها الفائز ووزيره الصالح ووصف حسن قيامه بالمصالح، وهي: «١» [البسيط]

الحمد للعيس بعد العزم والهمم ... حمدا يقوم بما أولت من النّعم

لا أجحد الحقّ عندي للركاب يد ... تمنّت اللجم فيها رتبة الخطم

قرّبن بعد المزار العزّ من نظري ... حتى رأيت إمام العصر من أمم «٢»

ورحن من كعبة البطحاء سائرة ... وفدا إلى كعبة المعروف والكرم «٣»

فهل درى البيت أنّي بعد فرقته ... ما سرت من حرم إلا إلى حرم

حيث الخلافة مضروب سرادقها ... على النقيضين من عفو ومن نقم

وللإمامة أنوار مقدّسة ... تجلو البغيضين من ظلم ومن ظلم

وللنبوّة آيات تنصّ لنا ... على الحقيقين من حلم ومن حلم «٤»

وللمكارم أعلام تعلّمنا ... مدح الجزيلين من بأس ومن كرم

وللعلى ألسن تثني محامدها ... على الحميدين من فعل ومن شيم

دراية الشّرف البذّاخ ترفعها ... يد الرّفيعين من مجد ومن همم

أقسمت بالفائز المعصوم معتقدا ... فوز النّجاة وأجر البرّ في القسم

لقد حمى الدين والدّنيا وأهلهما ... وزيره الصّالح الفرّاج للغمم

اللابس الفخر لم تنسج غلائله ... إلّا يد لصنيعي السّيف والقلم «٥»

<<  <  ج: ص:  >  >>