للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن شعره قوله: [البسيط]

واقبض على كلماتي كفّ منتقد ... زيف الكلام فليس الصّفر كالذّهب

قصائد لم تزل في كلّ جارحة ... من حسنها نشوات الخمر والطّرب

كانت مكرّمة المثوى منزّهة ... في أرض مصر عن التّصريح بالطلب

فأصبحت في زمان التّرك طامية ... تحوم حول زلال الماء والعشب

حتى كأنّ أذى قلبي يطيب لهم ... كالعود لولا حريق النّار لم يطب

وقوله: «١» [الكامل]

غصبت أميّة إرث آل محمّد ... سفها وشنّت غارة الشّنان

وغدت تخالف في الخلافة أهلها ... وتقابل البرهان بالبهتان

لم تقتنع حكامهم بركوبهم ... ظهر النّفاق وغارب العدوان «٢»

وقعودهم في رتبة نبويّة ... لم يبنها لهم أبو سفيان

حتّى أضافوا بعد ذلك أنّهم ... أخذوا بثأر الكفر في الإيمان

فأتى زياد في القبيح زيادة ... تركت يزيد يزيد في النّقصان

تأمل هذا اللفظ المحكم، والمعنى المحكّم، والتجنيس الخالي من التكليف، والعبارة البريئة من التعقيد، والعروس المحببة إلى من زفّت إليه، وجليت عليه، وإلى المقاصد الملائمة لهوى الممدوح، وقد جلاها هذا الفقيه السّنّي، لابسة إزار التشيّع المحض، (٥١) بارزة في رداء الروض الغض. وقد أكثر النّاس في هذا المعنى فما منهم من قارب هذا الفحل ولا داناه، ولا أشبه أعلى شعره ولا أدناه، ولهذا تحق له بهذا المدح ومثله أن يخصّ، تنكأ الشيعة جناحه وتريشه بالندى،

<<  <  ج: ص:  >  >>