وقلّ من يسود سدى، ولهذا كان قسيم ذهبها وإن باين تأسي مذهبها، وهذا الذي أورده في الدّولة الصّلاحيّة ذلك المورد الذي عجز عن إصداره، ورفعه على الجذع التي لا تناسب جلالة مقداره، ولكنه القضاء المحكّم، والبلاء المختّم، فنعوذ بالله من خرق لا يرقع، وخرق يودع صاحبه البلقع.
عدنا إليه، ومنه قوله:[الكامل]
يا حاسدي عضد الإمام جهالة ... غضّوا جفونكم على الأقذاء
فو حقّه ما نال إلّا حقّه ... والدرّ أحسنه على الحسناء
وقوله:«١»[الطويل]
خفضت لواء الحمد من بعد رفعه ... وحلّت بنان العتب عقد لوائي
ولم يتخلّف بيننا كلّ خامل ... أشرّف من مقداره بهجاء «٢»
وقوله:[البسيط]
ألقى الكفيل أبو الغارات كلكله ... على الزمان فضاعت حيلة النّوب
لما تمرّد بهرام وأسرته ... جهلا وراموا قراع النبع بالغرب
صدّعت بالناصر المحيي زجاجتهم ... وللزجاجة صدع غير منشعب
في ليلة قدحت زرق النّصال بها ... نارا تشبّ بأطراف القنا الأشب
ظنوا الشجاعة تنجيهم فقارعهم ... أبو شجاع قريع المجد والحسب
سقوا بأسكر سكرا لا انقضاء له ... من قهوة الموت لا من قهوة العنب