سما إليهم سموّ البدر تصحبه ... كواكب من سحاب النقع في حجب
في فتية من بني رزيك تحسبهم ... عن جانبيه رحا دارت على قطب
كأنّ لمع المواضي في أكفّهم ... صواعق في الوغى تنقضّ من سحب
متوّج من بني رزيك تنسبه ... بين المساعي إلى جرثومة العرب
ما أليق التّاج معصوبا بمفرقه ... وربّ معتصب بالتاج مغتصب
أرضته عن هفوات النّاس قدرته ... فما يكدّر صفو الحلم بالغضب
تجر بين يديه من سوابقه ... قبّ ترقرق منها الحسن في أهب
من كلّ أجرد مسكيّ الأديم له ... صبغ إذا شاب رأس الليل لم يشب
وأحمر شفقيّ اللون متّقد ... بحدّة الشوط لا بالسوط ملتهب
مسوّمات عراب لم تزل أبدا ... تجلى وتكسى بما بزّت من السّلب
يرى لكلّ هلال من مراكبها ... خيط المجرّة مجرورا على اللبب
جرد إذا جرّدتها كفّ عزمته ... للغزو هزّت عذاب الشرك في العذب
تثير نقع دخان تحته لهب ... إنّ الدّخان لنمّام على اللهب
تحكي مجر عواليها إذا رحلت ... عن منزل أثر الحيات في الكثب
لانت صفاة عدو أنت قارعها ... فاصلب على ملّة الأوثان والصّلب
فعندك الضّمّر الجرد التي عرفوا ... وفوقهن أسود الغاب لم تغب
إذا تهنت بك الأيام قاطبة ... فما الهناء بمقصور على رجب
وقوله: [الكامل]
جاءته إخوته ووالده إلى ... مصر على التدريج والترتيب
فانظر إلى الأسباط زارت يوسفا ... والشّمل مجتمع إلى يعقوب
جاءوا وما جاءوا أباهم فرية ... بحديث ذيب أو دم مكذوب