فاعجب لخطب أسود لم يقتنع ... بفعاله وأتى بخطب أبيض
ولله هذا الشاعر وحسن تخيّله، ولطف تحيّله، انظر كيف جعل الخطب الملمّ موافيا لشيب رأسه المدلهم، وجعل خطب النّوائب أسود، وخطب الشيب أبيض، وأنه جمع فيهما بين المتضادين، وقد قال في البيت الأول: و «لقيت شرّا منهما «وهو إن حمل على ظاهره كان بليغا، وإن حمل على أنّ المراد بقوله شرّا (١٥٤) أفعل التفضيل كان أبلغ، وهذا الذي لا يقدر عليه كلّ شاعر، ولا يعدل به وسق «١» الأباعر.