للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذات عيون دافقة ومياه جارية على قرى متصلة الواحدة إلى جانب الأخرى، وليست لواحدة تعلق بالأخرى، [بل] «١» لكلّ واحدة أهل يرجع أمرهم إلى كبيرهم لا يضمّهم ملك ملك، ولا يجمعهم حكم سلطان، ولا تخلو قرية منها من أشجار وغروس ذوات فواكه أكثرها العنب واللّوز، ولها زروع أكثرها الشعير، ولأهلها ماشية أعوزتها الزّرائب، وضاقت بها الحظائر.

قال: وأهلها أهل سلامة وخير وتمسك بالشريعة ووقوف معها، يعضّون على دينهم بالنواجذ، ويقرون كلّ من يمرّ بهم ويضيفونه مدة مقامه حتى يفارقهم.

قال: وإذا ذبحوا لضيفهم قدموا له جميع لحمها ورأسها وأكارعها وكرشها وكبدها وقلبها، يأكل ما يأكل، ويحمل ما يحمل.

قال: وأهل هذه البلاد لا يفارق أحد منهم قريته مسافرا إلى الأخرى إلا برفيق يسترفقه منها ليخفره، وإلا فلا يأمن أولئك لعداوة بينهم وتفرق ذات بين.

ثم نعود إلى تتمة الكلام في مملكة الأشراف (٤٧٥) ، فنقول وبالله التوفيق:

إنها تشتمل على عدة حصون منيفة وبلاد مخصبة مريعة، وقبائل عرب وحلفاء وأكراد في طاعة هؤلاء الشرفاء، ولأمراء مكة ميل كليّ «٢» إليهم لقرابتهم بهم ولتمذهبهم بمذهبهم «٣» والإمام في هذه البلاد يعتقد في نفسه ويعتقد أشياعه فيه أنّه إمام معصوم مفترض الطّاعة تنعقد به عندهم الجمعة والجماعة، ويرون أن جميع ملوك الأرض وسلاطين

<<  <  ج: ص:  >  >>