هذا ما نقلته الثقات عنهم، ومع ما هم عليه من سعة البلاد وكثرة الخلق والأجناد يفتقرون إلى العناية والملاحظة من صاحب مصر، لأن المطران الذي هو حاكم حكام شريعتهم في جميع بلادهم النصرانية لا يقام إلا من الأقباط اليعاقبة بالديار المصرية، حيث تخرج الأوامر السلطانية من مصر لبطرك النصارى اليعاقبة بإرسال مطران إليهم، وذلك بعد سؤال ملك الحبشة المسمى بالحطّي بلغتهم، وإرسال رسله وهداياه، وهم يدّعون أنهم يحفظون مجاري النيل المنحدر إلى مصر، ويساعدون (٤٩٠) على إصلاح سلوكه تقريبا لصاحب مصر، وإنما المشهود منهم والمعروف منهم الصدق والأمانة فهو مشهور، ولذلك يختار صاحب إقامتهم (منهم) أمناء على الحريم والأولاد والأرواح والأموال، وكذلك بعض التجار الكرّامية «١» و [ذوو]«٢» الأموال يجعلونهم على حفظ أموالهم وتجاراتهم وبضائعهم الثمينة ومكاسبهم الجليلة إلى قريب [البلاد]«٣» وبعيدها، وطويل المسافات وقصيرها.
وهذا ما وصلني من أخبارهم، والله أعلم بالحقّ، وعندهم وعنده العلم الصّدق.