للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبناء هذه المدينة بأياد من الطين «١» مثل جدران بساتين دمشق، وهو أنه يبنى تقدير نصف ذراع بالطين ثم يترك حتى يجفّ، ثم يبنى عليه مثله، ثم يترك حتى يجفّ ثم يبنى عليه مثله هكذا حتى يتناهى، وسقوفها بالأخشاب والقصب، وغالب سقوفها قباب أو جملونات كالأقباء، وأرضها تراب مرمل، وشرب أهلها من ماء النيل وآبار محتفرة، وجميع هذه البلاد مصخرة مجبلة، وجبالها ذوات (٤٩٦) أشجار برية مشتبكة غليظة السوق إلى غاية تكون منها الشجرة الواحدة تظلّ خمس مئة فارس.

وغالب أقواتهم الأرزّ و [الفوني] «٢» وهو دقّ مزغب يدرس فيخرج منه شبيه حبّ الخردل أو أصغر، وهو أبيض يغسل ثم يطحن تم يعجن ويؤكل «٣» ، وعندهم الحنطة وهي قليلة، والذرة وفيها لهم قوت، وعليق خيلهم وطعم دوابّهم، وعندهم الخيل من نوع الأكاديش التترية، والبغال كلّها صغار المقادير جدا، وكذلك كلّ دوابّهم من البقر والغنم والحمر ليس يوجد منها إلا ذميم الخلق صغير الحبّة.

ويزرع عندهم شيء اسمه القافي «٤» وهو عروق دقاق تدفن في الأرض فتزكو حتى تصير غلاظا طعمها شبيه بالقلقاس لكنّه ألذّ من القلقاس، وهو يزرع في الخلاء فإن اطلع الملك على أنّ أحدا سرق شيئا منه قطع رأسه و [علّقه] «٥» مكان ما قطعه، هذه سنّة عندهم يتوارثها كابر عن كابر لا ترخصها مسامحة، ولا تنفع فيها شفاعة، ويزرع عندهم اللوبيا،

<<  <  ج: ص:  >  >>