للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دائما لأجل مثل هذا، فيذرّ في رأس المنعم عليه، ثم يعود يتمرغ إلى أن يصل بين يدي الملك، ويضرب جوكا آخر بيده كما تقدم ثم يقوم، وأما صورة هذا المشبّه بضرب الجوك (فهي) أن يرفع الرجل يده اليمنى إلى قريب أذنه ثم يضعها وهي قائمة منتصبة ويلقيها بيده اليسرى فوق فخذه واليد اليسرى مبسوطة الكفّ [لتلقي] «١» مرفق اليمنى مبسوطة الكفّ مضمومة الأصابع بعضها إلى جانب بعض كالمشط [تماسّ] «٢» شحمة الأذن.

وأهل هذه المملكة يركبون بالسروج العربية، وهم في غالب أحوالهم [في الركوب كأنهم من العرب] «٣» ، ولكنهم يبدؤون في الركوب بالرجل اليمنى بخلاف الناس جميعا.

ومن عادتهم أن لا يدفن عندهم ميت إلا إذا كان ذا قدر وحشمة، وإلا فكلّ من سوى هؤلاء ممن لا قدر له، والفقراء والغرباء فإنه يرمى رميا في الفلاة مثل ما ترمى باقي الميتات.

وهي بلاد يسرع فيها فساد المدخورات وخصوصا السمن فإنه ينتن ويجيف في يومين.

قلت: وليس هذا بغريب لأن أغنامهم جلّالات تأكل القمامات والمزابل وبلادهم شديدة الحرّ سريعة [التحلل] «٤» .

وملك هذه المملكة إذا قدم من سفر يحمل على رأسه الجتر راكب وينشر على رأسه علم، ويضرب قدامه الطبول والطنابير «٥» والبوقات بقرون لهم فيها صناعة محكمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>