وحدّثني السلطان موسى أن الذهب حمى له يجمع له متحصله كالقطيعة إلا ما يأخذه أهل تلك البلاد منه على سبيل السرقة.
قلت: والذي قاله الدكّاليّ إنه إنما يهادى بشيء منه كالمصانعة، ويتكسب عليهم في المبيعات، لأنّ بلادهم لا شيء بها، وقول الدكّاليّ أثبت.
قال ابن أمير حاجب:
(٥٠٢) وشعار هذا السلطان أصفر في أرض حمراء، (و) تنشر عليه الأعلام حيث يركب، وهي ألوية كبار جدا، وخدمة القادم عليه أو المنعم عليه أن يكشف مقدم رأسه ويضرب بيده اليمنى جوكا إلى الأرض نحو ما يعمل التتار، فإذا احتاج إلى أكثر من هذه الخدمة تمرّغ بين يديه، قال ابن أمير حاجب: وأنا رأيت هذا بالمشاهدة والعيان، قال:
ومن عادة هذا السلطان أنه لا يأكل بحضور أحد من الناس كائنا من كان، بل يأكل دائما وحده بمفرده.
ومن عادة أهل مملكته أنّه إذا نشأ لأحد، منهم بنت حسناء قدمها له أمة موطوءة فيملكها بغير تزويج مثل ما ملكت اليمين، مع ظهور الإسلام بينهم وتمذهبهم بمذهب المالكيّة.
قال ابن أمير حاجب:
هذا مع كون السلطان موسى متدينا محافظا على الصلاة والقراءة والذّكر، قال، فقلت له: إن مثل هذا لا يجوز ولا يحلّ لمسلم شرعا ولا عقلا، [فقال ولا للملوك، فقلت: ولا للملوك]«١» وسل العلماء، فقال: والله ما كنت أعلم وقد تركت هذا [من الآن]«٢»