أما بقية الخلفاء الذين جرى ذكرهم في هذا الجزء، فهم خلفاء الدولة العربية الأموية القرشية في الشام وفي الأندلس، وتبدأ الدولة الأموية بالفرع السفياني وهم ثلاثة خلفاء، أولهم معاوية بن أبي سفيان وآخرهم معاوية بن يزيد، ثم تنتقل الخلافة إلى الفرع المرواني من بني أمية، وأولهم مروان بن الحكم، وآخرهم مروان بن محمد، وعدد من حكم من الأمويين بالشام أربعة عشر خليفة، يقضي على آخرهم بنو العباس.
ثم ينتقل بنو أمية إلى الأندلس، وتقوم لهم دولة يشيّدها صقر قريش عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، ويتوالى على الحكم خمسة عشر خليفة آخرهم المعتد بالله هشام بن محمد بن عبد الملك بن عبد الرحمن الناصر، الذي انتهت حياته سنة ٤٢٨ هـ، وبموته انتهت الدولة الأموية بالأندلس.
لقد حوى هذا السفر تراجم لأكثر من ١٢٧ خليفة، عرض المؤلف لظروف قيام كل دولة، وسير الخلفاء وحياتهم الخاصة والعامة، والأحداث التي جرت في كل دولة، وعرض للجوانب السياسية والاجتماعية والحضارية، وأسباب ازدهار الحكم، وعوامل سقوط الدول، والمؤلف في كل ذلك يروي الأخبار ويصور السير والأحداث، ويستشهد بالأشعار التي قيلت، ويبين خصائص كل دولة وصفات كل حاكم، مصورا الجوانب الرفيعة المشرقة، وكذلك الجوانب الفاسدة الهابطة من انحراف بعض الخلفاء وميلهم إلى اللهو والمجون والعنف والفساد، وعلى الرغم من كثرة الجوانب السلبية، وفساد الحكم، والصراع على السلطة والقتل والغدر بين الأقارب والأباعد، على الرغم من كل ذلك، فقد تجلى لدى بعض الخلفاء الميل إلى الخير والعدل والزهد والتقوى، وكان منهم من يتأسى ويتابع عمر بن عبد العزيز في زهده وورعه وعدله، سواء من الخلفاء الأمويين أم من العباسيين