حقه، ووضعوا له ببلدهم فرضا من غير أن يضبطهم ضبطا بسلطان، وقد تناسلنا منه، وقمنا بعده، وسلكنا سبيله، فالبربر إلى اليوم على عادتهم الأولى، إن هممنا بتشديد السلطان عليهم هربوا عنا، ونفروا منا، واتخذوا الحصون علينا، فمرة نذهب إلى محاربتهم، وتارة نعدل إلى مداراتهم، ولا نطمع مع الأيام في ضبطهم وكف عاديتهم، ونحن مستبشرون بما خاطبنا به أمير المؤمنين، من أنه قد فرغت أسبابه من الأندلس، وأنه على عزم التوجه لرد ما كان لآبائه، ثم كتب في آخره:
[الطويل]
إليك أمير المؤمنين رفعناها ... رؤوسا تروم الأمن والمنّ والجاها
نفتنا بنو العباس عن شرق أرضها ... وآل حسين [قد] قلتنا بقرباها «١»
ولم يبق إلا أن تكرّ أميّة ... بأحلامها لا أبعد الله مثواها
ثم قدر الله أن كان خراب دولة بني أمية على أيدي هؤلاء الأدراسة [ص ٢٨] العمريين، على ما هو مذكور في موضعه، وكان السبب أن ولي أحمد بن حمود سبتة «٢» وقبائل العدوة «٣» ، فتلقفها تلقف الأكياس وقال:(وتلك الأيام نداولها بين الناس)«٤» ، لأمر أريد بظهور الدولة الحمودية، وأولها: