للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المتقارب]

أخذت بأعضادهم إذ نأوا ... وخلّفك القوم إذ ودّعوا

فكم أنت تنهى ولا تنتهي ... وتسمع وعظا ولا تسمع

فيا حجر الشحذ حتى متى ... تسنّ الحديد ولا تقطع

قال: وأقام بمكة مدة يلاحظ أقدام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتمثل طريقته، وينسج على منواله، فأخذ نفسه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان قد اطلع على الجفر «١» ، وعلوم أهل البيت، وأتى مراكش فرأى زينب بنت أمير المسلمين علي بن تاشفين «٢» ، وحولها جوار لها يرفلن بالحلي والحلل، وهن حاسرات، فأنكر عليهن وضربهن بعصاة، فلما بلغ هذا أباها، عقد له مجلسا، وجمع فيه العلماء وأحضره، فتكلم بكلام أنكى به ابن تاشفين، فأشار عليه مالك بن وهب بسجنه، وقال: هذا لا يجري منه خير على الدولة، فقام الوزير وقال: هذا أضعف من أن يخاف منه، فخلصه الله منه، فقال لأصحابه: إن ابن وهب لا يبرح يضرب الأمثال فينا لعلّي حتى يبدو له رأي آخر، والرأي أن يعتصم بالجبل، فصعدوا إلى درن «٣» وبايعه أصحابه على أنه

<<  <  ج: ص:  >  >>