زعمهم أئمة خفاء وظهور، وإن الزمان في كل سبعة يدور، وقد صنف [ص ٤٣] القاضي أبو بكر الباقلاني كتاب كشف الأسرار وهتك الأستار «١» في سوء معتقدهم ومرادهم، ووقفت على سجلات وتواقيع عن بعض أئمتهم، بعضها يحط صلوات، وبعضها بإقطاع في الجنة، أو رفع درجات، ولكثرة كلام الناس فيهم، نقنع باليسير، ولا حاجة إلى التفسير.
فأما نسبهم، فللناس فيه اختلاف كثير، فأما هم فادّعوا أنهم من ولد إسماعيل بن جعفر الصادق، وأما الناس، فمنهم من أفرط حتى قال إنهم من ولد رجل يهودي من أهل سلمية، ومنهم من قال: إنهم من ولد رجل خياط من بعض عامة المسلمين، وقال بعضهم: كان الداعية لهم داعيا لرجل شريف من آل البيت، فمات وقد اجتمعت زمر الشيعة، ولم يبق إلا الظهور، فلم يمكنه إطلاعهم على موت ذلك الشريف، لئلا تتقلل عزائمهم، وينفض جمعهم، فأخذ صبيا أراهم إياه، وقال لهم: إن الإمام مات وهذا ابنه، وقد أوصى إليه، ثم من قال إن ذلك الصبي ابن امرأة كان الداعية قد تزوج بها، وثبت في بغداد محضر بأنهم أدعياء، وأتي به إلى الشريفين المرتضى والرضي الموسويين «٢» ، فأبيا أن يشهدا فيه، وكان هذا أقوى حجج العبيديين على دعواهم، وكذلك لهم