حلوى، ومائة زبدية أشربة سكرية كلها، فبهت الآمر، ثم قال له: أيها الرجل خبرك عجيب، فهل علمت بهذا فأعددت له؟ فقال: لا والله يا أمير المؤمنين، وإنما أنا رجل تاجر من رعيتك، لي مائة حظية، فلما أكرمني أمير المؤمنين بنزوله عندي أخذت من كل واحدة شيئا من فرشها، ورأيت أكلها وشربها [ص ٦٢] ولكل واحدة في كل يوم طبق طعام، وطبق بوارد، وطبق فاكهة، وجام حلوى، وزبدية شراب، فسجد الآمر شكرا وقال: الحمد لله الذي في رعايانا من يسع حاله هذا، ثم أمر له بما في بيت المال من الدراهم، ضرب تلك السنة، فكان ثلاثة آلاف ألف وسبع مائة ألف درهم، ثم لم يركب حتى أحضرها فأعطاها للرجل، وقال له: استعن بهذه على حالك ومروأتك، ثم ركب وانصرف.
ومن الكنوز قال: وحكاياته مع البدوية التي عشقها وتزوج بها عند أهل مصر شبيهة بالخراف، قال ابن الفوطي: هي العالية، وكانت قد وصفت للآمر، فتزيّا بزي العرب حتى رآها، ثم أرسل لها خاطبا لها إلى أهلها وتزوج بها، فلما وصلت إليه صعب عليها فراق البرّ، فبنى لها بالجزيرة البناء المعروف بالهودج، وكانت متعلقة الخاطر بابن عم لها ربيت معه يعرف بابن ميّاح، فكتبت إليه:
[الرمل]
يا بن ميّاح إليك المشتكى ... من مليك بعدكم قد ملكا
كنت في حبّي مطاعا آمرا ... نائلا ما شئت منكم مدركا