للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجحيم، فله في الدنيا خزي، وله في الآخرة عذاب عظيم، فكبكب فيها هو والغاوون، وجنود إبليس أجمعون، أضل جبلّا كثيرا، وظل للبلايا مثيرا، وأصله من قرية من أعمال الري، ومولده بطبرستان، ثار على المهدي سنة ست وخمسين ومائتين، وكان يرى رأي الأزارقة، ويستبيح الدماء والأموال والفروج، ولا يردّ القتل عن صغير ولا كبير ولا بهيمة، ويرى الذنوب كلها شركا، ويلعن المتشرف بالادعاء إليه عليا عليه السلام، ومعاوية بن أبي سفيان [ص ٨١] وعائشة أم المؤمنين، وطلحة والزبير، وكل من شهد الجمل «١» وصفين، ويتعدى هذا إلى جميع الصحابة رضي الله عنهم، ثم يتعرض إلى الجناب الشريف زاده الله شرفا، ويتعرض في أمور، وكان أموره وقيامه في اثني عشر رجلا من الزنج، كانوا يعملون في غابة البصرة نفوسهم، وانضاف إليه أهل الفساد، وكان بالبصرة ثلاثون ألف جنان «٢» في كل جنان أسود وأسودان وثلاثة وأكثر، فاجتمعوا إليه، فلهذا سمي الزنجي، فتتبع الخلق بالقتل والفتك في الحرمة وافتضاض الأبكار، حتى بلغ القتل مائتي ألف، وخلت الديار من أهلها، وتخفّى من سلم في الآبار والسروب «٣» ، وكانوا يخرجون بالليل يطلبون الكلاب والسنانير ليأكلوها، ومن مات منهم أكله أهله، ومن قدر على أحد قتله وأكله، حتى إن امرأة قاربت الموت فاستبطأ أهلها موتها، فقطعوها وأكلوها، فخرجت أختها برأسها تغسله في الفرات، فقيل لها ما هذه الرأس «٤» فقالت رأس أختي، أهلي ظلموني لم يعطوني منها إلا هذه الرأس، ومن مثل هذا كثير.

قال الشريف الغرناطي: وكانت المرأة الشريفة من ذرية الحسن أو الحسين أو

<<  <  ج: ص:  >  >>