للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكى المنصور قال: رأيت كأني حول الكعبة، فنادى مناد من جوف الكعبة: أبا العباس، فنهض أخي فدخل الكعبة، ثم خرج وبيده لواء، فمضى فنادى مناد: يا عبد الله، فنهضت أنا وعمي عبد الله بن علي نبتدر، فلما استوينا على الدرجة العليا دفعته عن الدرجة فهوى، ودخلت الكعبة، فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فعقد لي لواء طويلا على قناة، وقال:

خذها حتى تقاتل بها [ص ١١١] الدجال.

وحكى عنه شبيب بن شبة الأهتمي التميمي قال: حججت في العام الذي ولد فيه الوليد بن يزيد، فبينا أنا مريح ناحية من المسجد، إذ طلع من بعض أبوابه فتى كأن عينيه لسانان ناطقان، يخلط أبّهة الأملاك بزي النساك، فما ملكت نفسي أن نهضت في إثره سائلا عن خبره، فسبقني فتحرم بالطواف، فلما سبّع «١» قصد المقام فركع، ثم نهض منصرفا، فكأنّ عينا أصابته، فكبا كبوة ذهب لها إصبعه، فقعد لها القرفصاء، فدنوت منه متوجعا له، أمسح عن رجله التراب فلا يمتنع، فشققت حاشية ثوبي فعصبت بها إصبعه، فما تأفف، ثم نهض متوكئا عليّ، حتى أتى دارا بأعلى مكة، فابتدره رجلان تكاد صدورهما تنفرج من هيبته، ففتحا له الباب، فاجتذبني، فدخلت بدخوله، ثم خلى يدي وأقبل على القبلة، فصلى ركعتين أوجزهما في تمام، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم أتم صلاة وأطيبها، ثم قال: لم تخف عني مكانك بعد اليوم ولا فعلك بي، فمن تكون يرحمك الله؟ فسميت له نفسي، فرحّب وقرّب، ووصف قومي بخير، فقلت له: أنا أجلّك يرحمك الله عن السؤال،

<<  <  ج: ص:  >  >>