للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصعب، وبايع الناس عبد الملك، ودخل الكوفة، قال له لحجاج: يا أمير المؤمنين، إني رأيت في المنام كأني أسلخ ابن الزبير من رأسه إلى قدمه، فقال له عبد الملك: أنت [ص ٢٥٩] صاحبه، فأخرج معه الجيوش، فسار بها حتى نزل على مكة، ونصب المجانيق على أبي قبيس وعلى قيقعان، وما زال يحاصره ويضيق عليه، فلما كان في الليلة التي قتل في صبيحتها، جمع القرشيين، فقال لهم: ما ترون؟ فقال رجل من بني مخزوم: والله لقد قاتلنا معك حتى لا نجد مقتلا، والله لئن صرنا معك ما نزيد على أن نموت، وإنما هي إحدى خصلتين، إما أن تأذن لنا فنأخذ الأمان لأنفسنا ولك، وإما أن تأذن لنا فنخرج، فقال له رجل:

اكتب إلى عبد الملك، قال: كيف أكتب، من عبد الله أمير المؤمنين إلى عبد الملك بن مروان، فو الله لا يقبل هذا أبدا، أو أكتب لعبد الله عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين، من عبد الله بن الزبير، فو الله، لئن تقع الخضراء على الغبراء أهون عليّ من ذلك، فقال له عروة بن الزبير، وهو جالس معه على السرير: يا أمير المؤمنين، قد جعل الله لك أسوة، قال: ومن هو، قال: الحسن بن علي، خلع نفسه وبايع معاوية، فرفع عبد الله رجله وركضه في رجله أرماه عن السرير، وقال: يا عروة، قلبي إذا مثل قلبك، والله لو قلتها ما عشت إلا قليلا، وقد أخذتني الدنية، ولئن أضرب بسيف من عز، خير من أن ألطم في ذل، فلما أصبح دخل على امرأته أم هاشم بنت منظور، وهي التي يقول فيها الفرزدق، إذ نافرته زوجته النوار إلى عبد الله بن الزبير، فنزل الفرزدق على حمزة بن عبد الله بن الزبير، ونزلت زوجته النوار على بنت منظور بن زبان، فكان كلما أصلح

<<  <  ج: ص:  >  >>