للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حمزة من شأن الفرزدق عند أبيه نهارا، أفسدته زوجته أم هاشم ليلا، حتى غلبته النوار، ففي ذلك يقول:

[البسيط]

أما البنون فلم تقبل شفاعتهم ... وشفّعت بنت منظور بن زبّانا

ليس الشفيع الذي يأتيك مؤتزرا ... مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا [ص ٢٦٠]

فلما دخل ابن الزبير على أم هاشم قال لها اصنعي لي طعاما، فلما صنعت له ذلك، أخذ منه لقمة فلاكها ثم لفظها، وقال: اسقوني لبنا ثم اغتسل وتحنط وتطيّب، ثم أتى أمه أسماء ذات النطاقين، فقال: ما ترين يا أماه، فقد خذلني الناس، فقالت: لا يلعب بك صبيان بني أمية، عش كريما، ومت كريما، قال لها: إني أخشى أن يمثّل بي بعد الموت، فقالت: إن الشاة لا تألم بالسلخ بعد الذبح، فقبّل بين عينيها وودعها وخرج، وأسند ظهره إلى الكعبة، وجعل يقاتل، فلا يؤم جمعا إلا هدّه، فقال رجل شامي اسمه خليوب: ألا يمكنكم أخذه إذا ولّى، قيل له: فخذه أنت إذا ولّى، قال: نعم، وهو يريد أن يحتضنه من خلفه، فعطف عليه فقطع ذراعيه، فصاح فقال: اصبر خليوب، ثم جعل يقول: «١»

قد جدّ أصحابي ضرب الأعناق ... وصارت الحرب بينهم على ساق

فبينا هو يقاتل جاءه حجر من حجارة المنجنيق [وهم] يرتجزون:

خطّارة مثل الفنيق المزبد ... يرمى بها عوّاذ أهل المسجد

ولما صرعه حجر المنجنيق، اقتحم عليه أهل الشام، فحملوه فذهبوا به إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>