دهريا، ويقال له معتزليا، شهد عليه ميمون بن مهران «١» ، وعدة شهدوا عند هشام على الجعد بن درهم بالكفر، وطلبه هشام فهرب إلى حرّان، ثم إنه ظفر به، فحمل إلى هشام، فأخرجه من الشام إلى العراق، وكتب إلى خالد بن عبد الله القسري، وهو عامله على العراق بأن يحبسه، فلم يزل محبوسا حينا، ثم إن امرأته رفعت إلى هشام في أمره، تعلمه بطول حبسه وسوء حال عياله، فقال: أو حيّ هو، وكتب في خالد في قتله، فقال خالد في يوم أضحى: أيها الناس، انصرفوا إلى أضاحيكم، فإني مضح بعدو الله الجعد بن درهم. قالوا:
وكان غيلان يقول: كلمت جعدا فوجدته معطّلا.
قال المدائني: وكان عقال بن شبة يقول: دخلت على هشام، فدخلت على رجل محشو عقلا. قال البلاذري: بعث يوسف بن عمر إلى هشام بياقوتة حمراء، يخرج طرفاها من الكف، وحبة لؤلؤ من أعظم ما يكون من الحب، قال الرسول: فدخلت على هشام، فدنوت منه فلم أر وجهه من السرير وكثرة الفرش، فلما تناول الحجر والحبة قال: كتب معك بوزنهما، ومن أين يوجد مثلهما؟ قلت: يا أمير المؤمنين، هما أجل بأن يكتب بوزنهما، ومن أين يؤخذ مثلهما، قال: صدقت، وكانت الياقوتة لرابعة جارية خالد بن عبد الله القسري اشتراها بثلاثة وتسعين ألف دينار.