للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يشكو حبّها حتى افتضح، وفيها يقول: «١»

[الوافر]

تذكر شجوه القلب القريح ... فدمع العين منهمل سفوح

ألا طوقتك بالبلقاء سلمى ... هدوّا فالمطي بنا جنوح

فبتّ بها قرير العين حتى ... تكلّم ناطق الصبح الفصيح

وبلغه أن هشاما همّ بخلعه، واجتثاث أصله وقلعه، فقال: «٢»

[الطويل]

خذوا ملككم لا ثبّت الله ملككم ... بيانا يساوي ما حييت قبالا

ذروا لي سلمى والطلاء وقينة ... وكأسا ألا حسبي بذلك مالا

أبا لملك أرجو أن أعمّر فيكم ... ألا ربّ ملك قد أزيل فزالا

إذا ما مضى عيشي برملة عالج ... وعانقت سلمى لا أريد بدالا

قالوا: ولما ولي الخلافة بعث إلى سعيد بن خالد، فقسره على أن زوّجه بسلمى ابنته، فلما حملت إليه من المدينة، اعتلّت في الطريق، وماتت ليلة أدخلت عليه، ولم يزل على هذا حتى وثبت اليمانية فقتلوه، وبايعو يزيد بن الوليد بن عبد الملك، وكان على هناته مدره جدال، وندرة رجال، لا يقطع باحتجاج، ولا يقنع بما دون الحجاج. قال له هشام يوما كالعاتب به، المعير بمدامه، اللابث على شربه: ما شرابك يا أبا العباس؟ قال: شرابك يا أمير المؤمنين وقام مغضبا، فقال هشام: أهذا الذي تزعمون أنه أحمق، ما هو والله بأحمق، ولكني أظنه على غير الملة.

<<  <  ج: ص:  >  >>