ساؤوا ملوكا هم لهم خول ... وهل يسامي الملوك أعبدها
أضحوا أحاديث للمواسم عن ... ظبى السيوف استفاض مسندها
وعارضه محمد بن عبد العزيز القيسي فقال:[ص ٣٢٠]
[البسيط]
دع الوغى لمم يزل محمدها ... يوقد نيرانها ويخمدها
فليس تروى السيوف إن ظمئت ... إلا إذا علّها محمّدها
سيف هدى تشهد السيوف له ... يوم الوغى أنه مهنّدها
تقيل في ظله المنون إذا ... هاجرة الحرب حار موقدها
فتلك دار العدو خالية ... أو حين نور الأنيس معهدها
أطفأ عنا بسيفه فتنا ... أوقدها في البلاد أعبدها
ثم طغت الفتنة ومرد النفاق، وانبعث الفساد، ودبّ الوهن في أقطار الدولة، حتى وهت أركانها، وهوت أقمارها، وعمي المبصر، وصم السامع، وخرس الناطق، وعم الأندلس بلاء أطل سحابه، وعظم شتات، لم يدر له امرؤ كيف ذهابه.
ثم توفي محمد بن عبد الرحمن ليلة لخميس، ليلة بقيت من صفر سنة ثلاث وسبعين ومائتين «١» ، ومولده في ذي القعدة سنة سبع ومائتين، وبلغ من السن خمسا وخمسين سنة وثلاثة أشهر، منها مدة خلافته نحو أربع وثلاثين سنة وأحد عشر شهرا، وكان أبيض مشربا حمرة، مستدير الوجه، ربعة تام اللحية أصهبها به شىء من وقص «٢» ، يخضب بالحناء والكتم.