وعشرين وأربع مائة، ودفن في ناحية لاردة «١» ، وسكن بها صوت سحبه الراعدة، وماتت دولة بني أمية في الأندلس وسائر أقطار الأرض بموته، وخمد حسها بخمود صوته، فسبحان الحي الباقي وكل شىء هالك، الملك الدائم ملكه، بعد ذهاب [ما] ملكه الملوك، والممالك تعوذ به، وتتوكل عليه، ونسأله من خير ما لديه، إنه لا حول ولا قوة إلا به.
وقال ابن بسام وقد ذكر قصر مدة المستظهر عبد الرحمن الذي تقدم ذكره:
لم تنشر له فيها طاعة، ولا تتامت جماعة، وكان على حدوث سنه ذكيا يقظا لبيبا أديبا حسن الكلام حاد «٢» القريحة، يتصرف فيما شاء من الخطاب بذهنه ورويته، ويصوغ قطعا من الشعر مستجادة، بطهارة أثواب وعفة وبراءة من شرب النبيذ سرا وعلانية، وكان نسيج وحده، وبه ختم فضلا أهل بيته الناصريين.